فى هذا الوقت مع إصدار فيلم ديمي مور الجديدthe) substance) وتحقيقه لنجاح جماهيري كبير وتقييمه الإيجابي من النقاد، وبالتالي ومن الطبيعى أن يصبح هذا الفيلم هو الترند في الايام السابقة على صفحات الفيسبوك ومواقع التواصل الاجتماعي. والفيلم قصته تحكي عن امرأة كانت نجمه سينمائيه مشهوره وبدأت مع تقدمها في السن تفقد بريقها، ويريد المنتجون استبدالها بنجمة أصغر جديدة، لذلك تحاول بكل الطرق ان تستمر في نجوميتها، ولذلك تلجأ إلى طريقة مشبوهة وغير معروفة لاستعادة شبابها وكانت النتيجة كارثيه عليها. كان من احد المشاهد التي رأيتها متداولة على صفحات الفيسبوك مشهد البطلة ديمي مور تنظر في المرآة لوجها بحزن واحباط وتتحدث لنفسها وتقول انه من الصعب التاكيد لنفسك كل يوم انك مازلت لك قيمة و …….

إن القضية التي يناقشها الفيلم هي قضية تخص المرأة عامة وليس المرأة التي تعمل في صناعة السينما والاعلام. هناك ثقافة متداولة عن المراة انها عندما تتخطى عتبة سن ال 29 اصبحت ذات قيمة أقل وغير مرغوب بها، مثلما كانت فتاة في العشرينيات؟! (وخاصة إذا لم تتزوج)إذا دعونا نتحدث عن الأمر قليلا بالتفصيل لماذا المرأة تقل قيمتها كلما ازداد تقدمها في العمر من وجهة نظر المجتمع؟!ان ما يحدث مع الوقت أن المرأة تزداد نضجآ وهذا النضج، لا تظهر آثاره فقط على شكلها(وان كان هذا يمكن علاجه الان بسهولة من خلال التجميل) ولكن يجب ان تظهر اثار النضج أيضا على شخصيتها وأفكارها ومواقفها. ان النضج والخبرة يجعل الانسان اكثر ذكاء واكثر هدوءا واكثر تعقلا وهذه صفات تجعل المرأة مملة في نظر الرجل. أن المرأة في مرحلة العشرينيات تبدو متوهجة ومحدودة الذكاء مثل نجمة لبنانية مثيرة وجديدة او فراشه لطيفة ملونة. ولكن مع الوقت وبمرور الأيام ومع الاحباطات النفسية والمسؤوليات والاختبارات التى نتعرض لها جميعا فى الحياة تنضج هذه الفراشه وتفقد بريقها وهذا القانون لا يسير فقط على المرأة بل يسير على المرأة والرجل والطفل. ولكن النضج في الرجل صفة مرغوبة من المجتمع ولكنها غير مرغوبة في المراة لانها تنتقص من جمالها من وجهة نظرهم . هل تعلمي يا عزيزتي إنك في العشرينيات جذابة وجميلة؟!

نعم جميعنا بالطبع، كنا كذلك ولكن هل تعرفي أن هذه صفات مناسبة لنجمة سينمائيه وليس لوصف زوجة وام و امراة ناجحة وذكية، لذلك لا تلومي نفسك ولا تحزني على وصولك لمرحلة النضج ولا تعتبريها مرحلة كئيبة او تقلل من قيمتك كامرأة، فسن النضج او مرحلة النضج موجودة ليس لتصبحي اكثر مللا ولا لتقلل من أنوثتك وجاذبيتك ولكنها لتجعلك مهيئة لمرحلة جديدة من حياتك، تتطلب منك تحملك مسؤوليات أكبر وأهم لذلك استمتعي بكل مرحلة ودعكي من التحسر على قطار العشرين الوردي، ورحبى بالقطار القادم.اعرف انه قد يبدو أننا تحولنا في مرحلة النضج من مرحلة الفتاة اللبنانية الجذابة إلى مرحلة ميس ميرفت، ولكن لا تدعى هذا يؤثر على معنوياتك أو ثقتك بنفسك، فإذا نظرتى للأمر فإن وهج مرحلة العشرينات لا يستمر طويلا، لأنه سيختفى بمجرد دخولك عش الزوجية ومرحلة الأمومة فلا يمكنك عزيزتى أن تركبى قطار الانوثة وقطار الزواج وقطار الأمومة وقطار الطموح والعمل فى نفس الوقت. فالإنسان لا يستطيع ركوب قطارين فى نفس الوقت، هذا بالإضافة أن لا شىء يدوم وعاجلا ام آجلا ستفقدى بريق النجمة اللبنانية العشرينية مع مرور الوقت.ولكن ماذا تفعلى أن فاتك قطار الزواج وقطار الأمومة؟! اعرف انه شعور ليس سهلا ولكن أن فاتتك هذه القطارات، فلا بأس، اذا فلا تتركى قطار الحياة يفوتك أيضا. إن الحياة مليئة بالتجارب والفرص، تعلمى شيئا جديدا، قومى بتحدى جديد، سافرى لأماكن جديدة وقابلى ناس جديدة واستمتعى بوقتك أو قومى بممارسة الرياضة، وخلال هذا كله ستقابلين أناس جدد وأصدقاء جدد و الحياة ستأخذ معنى ومسارا جديدا و رائعا بالتأكيد. وفى النهاية لا تدعى الحزن على ما فاتك يدمر حياتك القادمة، بل حاولى أن تتفهمى المراحل والتغييرات المختلفة التى تمري بها و تستفادى من كل مرحلة وتتكيفى مع متغيراتها ومتتطلباتها. لا شىء يدعو للجزع لو استطعنا أن نفهم و أن نتقبل أن كل شىء له بداية ونهاية منذ بداية الرحلة سنصل إلى نهاية الرحلة ونحن سعداء و مطمئنين بلا ندم أو حزن.
No comment