الوقار و صورةالمرأة المثالية عند المصريين

8

مشاركة المقالة
قدم اللوتس عادة تجميلية تسبب التشوه لقدم الفتاة

بالطبع قد لاحظت الترند في الايام السابقه عن زواج المطربة مي فاروق، والنقد السلبي الذي وجهه الجمهور المصري على وسائل على وسائل التواصل الاجتماعي واتهمها بانها لا تحترم سنها ووضعها كأم، عندما قامت بعمل حفل زفاف وارتدت فستان ابيض وخاصة أنها تتزوج للمرة الثانية. لا أستطيع أن افهم لما كل هذا النقد اللاذع العنيف الذى وجهه الجمهور المصرى لها؟ لا اعرف ما الضرر في اظهار الفرحه والاحتفال فهي تزوجت ولم تفعل شيء مشين يهدم اخلاق المجتمع. لماذا قام المصريين بكل هذا الهجوم والنقد الحاد؟! أعتقد أن المصريين لديهم ثقافة لا تتسامح مع إظهار المرأة لمشاعر الفرح والاحتفال ودائما يصنفونها على انها امرأه خفيفة و طايشة. وهناك امثله كثيره في التراث المصري توضح هذه النظرة للمراه التي تظهر انفعالاتها ومشاعر الفرحة والاحتفال ومن الأمثلة الشعبية المعروفة : هبلة ومسكوها طبلة، ان مات اخوك انكسر ظهرك وان ماتت اختك انستر عرضك، جوزت البنت لارتاح من بلاها.. وهكذا جميعها أمثال توضح نظرة المجتمع المصري للمرأة خاصه عندما تفرح او تظهر بعض الانفعالات القويه ويرون ان المراه عوره او بها نقص لأنها كائن عاطفى وليس لديها انفعالات متزنة وان المشاعر القوية التى تظهرها هى دليل على نقص عقلها و عدم الثقة فيها. وعلى العكس المصريين دائما يمدحون المرأة التي تظهر طبع رزين ووقور ولا تبدي انفعالاتها وتتحمل الصعاب ولا تشكو وتضحي من اجل عائلتها، وكان اقرب مثال لهذا فيلم على جثتي لاحمد حلمي وغاده عادل، فشخصية أحمد حلمى فى الفيلم مثال على كيف ينظر المجتمع المصرى لصورة المرأة المثالية.ان إظهار المرأة لعواطفها فطرة فطرها الله عليها ولا تعبر عن خلل او نقص في العقل أو فى الشخصية. إن المرأة قد تشعر بالضغط أسرع من الرجل فتظهر انفعالاتها أسرع أو تشعر الفرحة او الحزن بسرعة وبسهولة عند تعرضها لموقف ضاغط، فتبدو إنها امرأه طائشة، وذلك لأن المرأة أكثر حساسية من الرجل. أيضاً يجب أن يفهم الناس ان صفة الطيش او الانفعالية أو التصرف على أساس العواطف و الأنفعالات هى صفة انسانية يتميز بها كل من الرجل والمرأة ولكنها تظهر في المراه أقوى من الرجل. وهناك أمثلة كثيره للرجال تصرفوا على أساس انفعالاتهم فاتخذوا قرارات خاطئة كثيرة وخسروا أشياء لأنهم تصرفوا على أساس مشاعرهم .لذلك اذا اظهرت ابنتك او اختك عواطفها فلا تتهمها بالطايشة او الخفيفة او الغبية، بل يجب عليكم أن تتفهموا لماذا هي انفعلت بهذه الطريقة. ويجب عليك ان لا تتنمر عليها عندما تظهر انفعالاتها بطريقة قوية لأن النقد السلبي لن يزيد الأمر الا سوءاً وسوف يحطم معنوياتها ويدمر علاقتكم. إن تعليم البنات كبت مشاعرهم وانفعالاتهم سوف يؤدى على المدى الطويل لتحويلهم إلى أشخاص تعساء أو سلبيين ولا يتمتعون بالأتزان النفسى.وقد يدفع الكبت المستمر الأشخاص إلى الانفجار الانفعالى وهو التعبير عن الانفعالات سواء فرح أو حزن أو غضب بطريقة مبالغ فيها و على أتفه الاسباب.

أن التصنع أو التظاهر بمشاعر غير حقيقية لا تعبر عنك، قد يكون أحيانًا وسيلة لحماية النفس من النقد السلبى والتنمر، لكنه يؤدى ألى فقدان الهوية والاكتئاب لأن الشخص يصبح بعيدًا عن طبيعته الحقيقية.وفى النهاية لا يوجد أنسان لا يستطيع أن يحيا بدون مشاعر أو انفعالات، وان ظهور هذه المشاعر أو الانفعالات أمر طبيعى يحدث لكل البشر ولا عيب فيه ولا ينتقص من صورة اى انسان وأننا ليسوا أحجار أو ربوتات ستكون منطقية ومتزنة ومثالية طوال الوقت.التصنع قد يكون أحيانًا وسيلة لحماية النفس، لكنه على المدى البعيد يؤثر على سلامتك النفسية والاجتماعية. الأفضل دائمًا هو أن تساعدوا أولادكم عن التعبير عن مشاعرهم بصدق والتعامل مع المشاعر بوعي.

No comment

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *