الاحتراق النفسى عند النساء :ما الذى يبدء شرارة الإحتراق النفسى؟

قد تبدو الحياة اليومية للمرأة سلسلة لا تنتهي من المهام: بين رعاية الأطفال، مسؤوليات العمل، الضغوط العاطفية، وتوقعات المجتمع. لكن متى يتحوّل هذا التعب إلى احتراق نفسي؟ ومتى تصبح الحاجة للراحة ضرورة للبقاء؟الاحتراق النفسي، هذه الحالة التي تشتكي منها العديد من النساء اليوم، هي أكثر من مجرد شعور بالتعب. إنها حالة عاطفية وجسدية تؤثر على حياتنا اليومية، خاصة في عالم مليء بالمسؤوليات. غالبًا ما تشعر المرأة بأنها في دائرة لا تنتهي من العطاء دون أن تجد وقتًا لنفسها.الاحتراق النفسي عند النساء: كيف يحدث؟ وما هي أعراضه؟

الأعراض الشائعة للاحتراق النفسى عند النساء:

١-الرغبة في الاختفاء

ما هي الرغبة في الاختفاء؟ و لماذا تشعر النساء بالرغبة في الاختفاء؟

الرغبة في الاختفاء هي إحدى التجارب العاطفية العميقة التي قد تشعر بها النساء عند وصولهن إلى حالة من الإرهاق النفسي والعاطفي، وهي ليست مجرد “رغبة عابرة” أو خمول، بل هي تعبير عن حالة من التوتر الشديد والشعور بالغرق تحت وطأة المسؤوليات والضغوط المستمرة.عندما تشعر المرأة بهذه الرغبة، قد تتخيل أو تشعر بحاجة قوية للهروب من واقعها، من مهام الحياة اليومية، أو حتى من التفاعل الاجتماعي. قد تبدو كأنها تحتاج وقتًا للابتعاد عن الجميع، بما في ذلك عائلتها وأصدقائها. قد تكون هذه المشاعر شديدة لدرجة أن البعض يشعر وكأنها مغادرة الحياة نفسها أو الانسحاب التام، حتى لو كان ذلك بشكل مؤقت.

كيف ترتبط الرغبة بالأختفاء بالاحتراق النفسي؟

. الإرهاق الناتج عن الضغط المستمر:في مرحلة الاحتراق النفسي، تتراكم المسؤوليات والضغوط من العمل، الأسرة، والضغوط الاجتماعية، ما يجعل الحياة اليومية تبدو كأنها سلسلة من المهام التي لا تنتهي. هنا، تضع المرأة نفسها في منافسة مستمرة مع توقعات قد تكون مبالغ فيها، مما يؤدي إلى شعور دائم بالقلق والإجهاد.

مثال: قد تشعر المرأة أنها مطالبة بأن تكون الأم المثالية، الزوجة المثالية، الموظفة المثالية، بالإضافة إلى كل التوقعات المجتمعية الأخرى. وعندما تشعر أن كل شيء يتراكم عليها ولا تستطيع تلبية هذه التوقعات، تشعر بالإرهاق.

الاحتراق النفسى عند النساء – عدسة حواء

مع مرور الوقت، يصبح القلق المزمن رفيقًا دائمًا. يمكن أن يكون هذا القلق متنوعًا: قلق من المستقبل، قلق من الفشل، قلق من عدم تلبية توقعات الآخرين، أو قلق من عدم القدرة على إرضاء الجميع. هذا القلق المستمر يتحول إلى شعور بالضعف والعجز، مما يساهم في الرغبة في الاختفاء كطريقة للهروب من هذا الشعور.هذا الشعور بأن العالم من حولك أصبح ثقيلاً يمكن أن يؤدي إلى العزلة.

في مرحلة الاحتراق النفسي، قد تشعر المرأة بأنها لا ترغب في التفاعل مع الآخرين، إما بسبب الشعور بعدم القدرة على التعامل مع القلق أو بسبب الشعور بالشعور بالاستنفاد العاطفي. يتسبب هذا في أن تصبح المرأة أكثر انعزالًا، وتبتعد عن الأنشطة الاجتماعية والروابط العاطفية.مثال: قد تعتذر عن الاجتماعات العائلية أو اللقاءات مع الأصدقاء، ليس بسبب الكسل أو عدم الرغبة في التواصل، ولكن لأنها شعرت بالإرهاق النفسي لدرجة أنها بحاجة لأن تكون وحيدة لبضع لحظات للهروب من الحياة اليومية.

في بعض الحالات، قد يؤدي الاحتراق النفسي إلى شعور المرأة بالذنب بسبب عدم قدرتها على تلبية توقعات الآخرين، سواء كانت توقعات الأبناء، الزوج، أو العمل. هذا الشعور بالعجز قد يقوي رغبتها في الانسحاب، لأن كل محاولاتها للموازنة بين حياتها الشخصية والمهنية تبدأ في الفشل، مما يزيد من شعورها بأن الهروب هو الحل الوحيد للتنفس.

الرغبة في الاختفاء ليست دائمًا مجرد حالة من الكسل أو الاستسلام، بل هي إشارة لوجود مشاكل عميقة في الحياة اليومية التي تتطلب اهتمامًا فوريًا.يمكن أن يكون الاحتراق النفسي هو العامل الأساسي في الشعور بأن الحياة أصبحت مجهدة جدًا لدرجة أن المرأة تجد نفسها ترغب في الهروب، حتى ولو كان ذلك بشكل مؤقت

٢-الاستيقاظ مرهقة كل يوم:

الاستيقاظ مرهقة كل يوم هو شعور شائع لدى الكثيرين الذين يعانون من الاحتراق النفسي، ويعتبر من الأعراض الرئيسية التي تُظهر تأثيرات هذا الاضطراب النفسي على الجسم والعقل. إذا كنت تشعر بأن الاستيقاظ كل يوم يمثل تحديًا كبيرًا، فذلك يمكن أن يكون مؤشرًا على أنك قد تكون على حافة الاحتراق النفسي أو أنك قد دخلت بالفعل في مرحلة متقدمة منه.على الرغم من نومها لعدد ساعات كافٍ، تشعر المرأة بالتعب المستمر. النوم لا يُجدد طاقتها، وكأن جسدها وعقلها في حالة مستمرة من الإرهاق.عندما تشعر بالتعب المستمر حتى بعد النوم، قد يكون هذا ناتجًا عن تراكم الضغوط النفسية والعاطفية. في حالات الاحتراق النفسي، يصبح الدماغ والجسم في حالة إجهاد مستمر، مما يعني أن الشخص لا يحصل على الراحة اللازمة أثناء النوم.

الإحتراق النفسى عند النساء – عدسة حواء

ما هى أنواع الضغوط التى من الممكن أن تؤثر عليكى وتؤدى بكى إلى الأحتراق النفسى؟

تراكم الضغوط النفسية والعاطفية في حياة المرأة هو أمر يمكن أن يكون متعدد الجوانب، ويتفاوت من شخص لآخر. إليك بعض الأمثلة التي قد تعكس كيفية تراكم الضغوط النفسية والعاطفية في حياة المرأة وكيف تؤثر على حياتها اليومية وصحتها النفسية:

  • الضغط المهني والموازنة بين العمل والحياة الشخصية:مثال: نورا امرأة تعمل في منصب إداري في إحدى الشركات الكبرى، وتواجه ضغوطًا متزايدة من مديرها وزملائها في العمل لتحقيق أهداف مهنية طموحة. في الوقت نفسه، لديها أسرة صغيرة تتطلب اهتمامًا مستمرًا.كيف يتراكم الضغط؟ نورا تجد نفسها مضطرة للعمل لساعات طويلة، مما يؤدي إلى تقليص الوقت الذي يمكنها قضاؤه مع أطفالها أو في ممارسة الأنشطة التي تحبها. الإرهاق المستمر من العمل والتعامل مع احتياجات الأسرة يتراكم ويؤدي إلى شعور دائم بـالضغط النفسي.توازن العمل والحياة لا ينجح للنساءتقرير من Gallup شمل 20 000 شخص أظهر أن 50% من النساء يعانين من الثقل النفسي يوميًا، مقارنة بـ40% من الرجال، بسبب تعدد الأدوار وتقلب ساعات العمل .
  • ضغوط رعاية الأسرة:مثال: فاطمة امرأة في الأربعينات من عمرها، تعيش مع والدتها المسنّة التي تعاني من مرض مزمن. في نفس الوقت، لديها طفل مراهق يحتاج إلى دعم عاطفي وتوجيه مستمر.كيف يتراكم الضغط؟ فاطمة تشعر بالتضحية المستمرة، حيث يزداد الضغط عليها لتلبية احتياجات والدتها وطفلها في نفس الوقت. رغم ذلك، قد لا تجد الوقت للاعتناء بنفسها أو للراحة، مما يؤدي إلى تراكم الضغوط .العاطفية والنفسية
  • الضغوط المتعلقة بتوقعات المجتمع من المرأة:مريم امرأة متزوجة ولديها ثلاثة أطفال، تجد نفسها في حالة من التوتر الدائم بسبب توقعات المجتمع التقليدية منها، مثل التواجد في المنزل باستمرار، الاهتمام بالأسرة، الظهور بمظهر مثالي، والقيام بكل هذه الأدوار معًا.كيف يتراكم الضغط؟ مريم تشعر أنها مطالبة دائمًا بأن تكون الأم المثالية والزوجة المثالية، بالإضافة إلى الضغط لتكون مهنية ناجحة. تراكم هذه التوقعات المجتمعية يعزز مشاعر الإحباط و الضغط العاطفي.
  • الضغوط العاطفية المرتبطة بالعلاقات الشخصية: هالة امرأة في الثلاثينات من عمرها تعيش علاقة عاطفية مع شريك غير مستقر عاطفيًا. الاختلافات المستمرة في العلاقة تؤدي إلى شعور دائم بالتوتر والانزعاج.كيف يتراكم الضغط؟ بسبب الصراعات المستمرة، تبدأ هالة في فقدان الثقة في نفسها وفي علاقاتها. الضغوط العاطفية التي تنشأ من هذه العلاقة تؤدي إلى شعورها بـالذنب و القلق الدائمين.
  • الضغط المالي والاقتصادي:مثال: جيهان امرأة تعمل في وظيفة ذات دخل محدود. مع ارتفاع تكاليف المعيشة، تجد نفسها دائمًا في وضع صعب لتلبية احتياجات أسرتها.كيف يتراكم الضغط؟ الشعور بعدم القدرة على تلبية احتياجات الأسرة أو توفير رفاهية لهم يسبب قلقًا دائمًا وتوترًا نفسيًا. جيهان قد تشعر أن كل قرار مالي هو مجازفة تؤدي إلى شعور بالذنب إذا .أخطأت في إنفاق المال
  • الضغط المتعلق بالظهور بشكل مثالي: سارة امرأة تعمل في مجال الإعلام ولديها حسابات على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تعتقد أن لديها مسؤولية في إظهار حياتها المثالية للجمهور. تتلقى الكثير من التعليقات والتوقعات من متابعيها.كيف يتراكم الضغط؟ سارة تبدأ في الاهتمام الزائد بمظهرها أو حياة أسرتها على الإنترنت. هذا الضغط قد يجعلها تشعر بالخوف أو التوتر في حال لم تلبِ هذه التوقعات، مما يسبب ضغطًا نفسيًا كبيرًا.
  • الضغط الاجتماعي والمقارنة مع الآخرين: لبنى امرأة شابة تعمل في مجال الفنون، وتشارك تفاصيل حياتها عبر وسائل التواصل الاجتماعي. رغم أنها تتمتع بحياة مهنية ناجحة، إلا أنها تجد نفسها مقارنة دائمًا مع صديقاتها أو زميلاتها اللواتي يبدين وكأنهن أكثر نجاحًا أو سعادة.كيف يتراكم الضغط؟ سارة تبدأ في الشعور بأنها غير كافية أو أنها تفشل في تحقيق الصورة التي يرغب المجتمع في رؤيتها. هذا الضغط الاجتماعي يمكن أن يتسبب في شعور بالنقص أو القلق المستمر.
  • الضغط من فقدان أحد أفراد الأسرة: نادية فقدت والدتها منذ فترة قصيرة، وكانت العلاقة بينهما وثيقة جدًا.كيف يتراكم الضغط؟ نادية تشعر بحزن عميق، ولكنها أيضًا تشعر بالضغط لتكون قوية لأجل عائلتها. تراكم الحزن و الضغط الناتج عن فقدان الأم ينعكس على حياتها اليومية ويؤدي إلى الإرهاق العاطفي.
  • التحديات الجسدية والصحية: هناء امرأة تعاني من مرض مزمن يتطلب علاجًا طويلًا. بالرغم من معاناتها، تتعامل مع مسؤولياتها اليومية بكل جهد، ما يزيد من ضغوطها.كيف يتراكم الضغط؟ؤش الحالة الصحية السيئة تضع عبئًا على هناء، مما يجعلها تشعر بأنها لا تستطيع القيام بكل ما هو مطلوب منها. التوتر الجسدي والنفسي يزداد مع مرور الوقت.
  • الضغط الناتج عن التربية الأحادية: داليا امرأة مطلقة، وهي المسؤولة الوحيدة عن تربية أطفالها.كيف يتراكم الضغط؟ داليا تشعر بالضغط العاطفي الكبير لأن عليها أن تلبي كل احتياجات أطفالها من جميع الجوانب، مما يؤدي إلى الإرهاق النفسي وعدم وجود وقت لنفسها.
الإحتراق النفسى – عدسة حواء

ومن الأعراض الرئيسية الشائعة للاحتراق النفسي أيضا؟

  • ضعف الرغبة في العلاقة الزوجية: هذا العرض غالبًا ما يتم تجاهله أو خجله، لكن الاحتراق النفسي يؤثر بشكل كبير على الرغبة الجنسية. يشعر العديد من النساء باللامبالاة تجاه العلاقة الزوجية لأنها تشعر بأنها أكثر إجهادًا من أي وقت مضى.
  • الإهمال بالمظهر الخارجي: هو أحد الأعراض الشائعة التي قد تظهر في مرحلة الاحتراق النفسي، ويمكن أن يكون مؤشرًا قويًا على أن الشخص قد بدأ في الإحساس بالإرهاق العاطفي والنفسي.تبدأ المرأة في الانشغال بمسؤولياتها اليومية إلى درجة أن العناية بنفسها تصبح آخر أولوياتها. لا تجد وقتًا لزيارة صالون التجميل، ولا حتى للاهتمام بنفسها كما كانت تفعل من قبل.عندما يعاني الشخص من الاحتراق النفسي، يصبح لديه شعور بالفراغ أو التعب الشديد. هذا الشعور يمكن أن يؤدي إلى فقدان الرغبة في الاهتمام بالمظهر الخارجي، مثل عدم الاهتمام بالملابس أو المظهر الشخصي.
  • . استخدام السكر والقهوة للبقاء نشطة: في محاولة للبقاء نشطة، قد تعتمد المرأة على المشروبات المنبهة مثل القهوة أو الوجبات السريعة الغنية بالسكر. لكنها في الحقيقة تتفاقم حالتها الصحية والنفسية.
  • . الشعور بأن اليوم يمر دون أثر: ربما هذا هو الأشد إيلامًا، عندما تجد المرأة أن يومها يمر دون أن تترك له .أي أثر في حياتها، وأنها في حالة دائمة من الاستنزاف
الضغوط سبب من أسباب الأحتراق النفسى – عدسة حواء

بعض الخرافات حول الاحتراق النفسي:

الكثير من الناس يقولون: “استمري في العمل، سيختفي الإرهاق مع الوقت”. لكن هذه خرافة. الاحتراق النفسي لا يزول بالاستمرار في العمل أو التحمل، بل يحتاج إلى وقفة حقيقية لتقييم الأولويات وإعطاء النفس وقتًا للراحة.

Burnout, working conditions and gender – Northern Sweden MONICA Studyدراسة شاملة شملت 6000 امرأة عاملة، وُجد أن 16% من النساء يعانين من الاحتراق مقارنة بـ10% من الرجال، وأرجعت الفروق لعوامل اجتماعية وتنظيمية .

كيف تتجنب المرأة الاحتراق النفسي وتكتشفه في مراحله الأولى؟

  • إعادة تقييم التوقعات: من المهم أن تعيد المرأة تقييم ما يعتبره المجتمع معيارًا للنجاح أو السعادة، والتركيز على ما يحقق الرضا الشخصي.
  • التركيز على الإنجازات الشخصية: بدلاً من مقارنة حياتها بالآخرين، يجب أن تركز على إنجازاتها الخاصة وما حققته في حياتها.
  • الحد من التعرض لوسائل الإعلام الاجتماعية: تقليل الوقت المستغرق في متابعة وسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن يساعد في تقليل المقارنات غير الواقعية.
  • التأكيد على التقدير الذاتي: ممارسة التقدير الذاتي وتعزيز الثقة بالنفس يمكن أن يقلل من الحاجة للمقارنة.
  • ممارسة الامتنان: التركيز على الجوانب الإيجابية في حياتها وتعزيز ممارسة الامتنان يمكن أن يساعد في تغيير التوجه النفسي نحو الحياة.
  • الاعتراف بالأعراض مبكرًا: يجب أن تعترف المرأة بأنها تمر بفترة من الإرهاق العقلي والجسدي وأن هذا ليس طبيعيًا.
  • تخصيص وقت للعناية بالنفس: قد يكون من الصعب العثور على وقت للأشياء التي تحبها، لكن تخصيص 15 دقيقة يوميًا لممارسة هواية أو حتى للاسترخاء يمكن أن يُحسن الصحة النفسية بشكل كبير.
  • التواصل مع الآخرين: التحدث مع الأصدقاء أو المقربين يمكن أن يكون له تأثير كبير في التخفيف من التوتر والضغط النفسي.
  • طلب المساعدة: لا تتردد في استشارة مختص نفسي .إذا شعرت أن الأمور قد خرجت عن السيطرة

الاحتراق النفسي ليس ضعفًا، بل نداء خافت من الجسد والروح بأن الحمل قد أصبح أثقل من أن يُحمل بصمت. والمقارنة بالنساء الأخريات، وإن بدت عادة عابرة، قد تتحول إلى شعلة خفية تلتهم طاقتك وثقتك بنفسك، دون أن تدري. كل مرة تقيسين نفسك على ميزان غيرك، تخسرين جزءًا من سلامك الداخلي. و نحن من خلال عدسة حواء نحاول أن نساعدك على الحفاظ على سلامك الداخلى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *